أخبار وطنية وزارة الشؤون الدينية تطلق حملة «غُدوة خيرْ» لمكافحة الإرهاب
عقدَ وزير الشؤون الدينيّة، محمّد خْليل، صباح الخميس ندوة صحفيّة في نزل أفريكا بالعاصمة تطرّق من خلالِها إلى برنامج الحملة الوطنيّة لمقاومة الإرهاب وسطَ حضور ثلّةٍ من مشائخ الزيتونة ودعاةِ الوسطيّة والإعتدال.
وإستهلّ الوزير حديثهُ بالقول أنَّ الفضاء الديني كان إلى فترةٍ قريبة يعاني نوعًا من الهشاشة جعلتهُ مفتوحًا على الفوضى والإنفلات ومتخلِّفا على تأديةِ دورهِ الحقيقي المتمثّل في بناء المشروع الوطني، مُرجعا ذلك إلى ضعف حَصانة المؤسّسة الدينيّة التي لطالمَا تعرّضت إلى الإستهداف والتهديد، وفقَ تعبيرهِ.
وأعرب الدكتور محمّد خليل عن أملهِ في أن يكون الفضاء الديني محصَّنًا من الإختراقات ومن التأثيرات الخارجية التي تريد فرضَ أنماط من التديُّن والمتناقضة مع الخيارات الوطنيّة، معتبرًا إيَّاها فيْروسًا دخيلًا على المجتمع التونسي، مضيفًا القول : "نحنُ نأملُ أن يكون لنا فضاء ديني هادئ ومنظَّم يتحقّق فيه السِّلم وتكون فيه الحياة الروحيّة كما ينبغي أن تكون، وهذا لن يتحقّق إلّا إذا كانت لدينا مؤسّسات ذات أهداف ورؤى واضحة ومحدّدة".
وأكّد محمّد خليل أنَّ الوزارة لا يمكنها العمل على حِدة لاسيّما في علاقةٍ بإصلاح المنظومة الدينيّة، مبرزًا أنّ وزارتهُ في حاجة أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى كافّة الطاقات الجامحة وإلى كلّ من لهُ عزمٌ صادق للنهوض بهذا الميدان، داعيًا الشباب إلى المشاركة في هذا المشروع الإصلاحي والإنخراط في مضامين هذه الرسالة التي تحثُّ على السّلم والوئام؛ بحسْبِ قوله.
هذه الحملة التي إختار لهَا المنظِّمون شعار «غُدوة خيرْ» ستتواصلُ على ٱمتداد سنةٍ كاملة وفقَ برمجة ثريّة المضامين ومتعدّدة الإهتمامات، لن تقتصرَ فقط على الخطابات والمواعظ الدينية، بل ستشمل مختلف البراعات ذات التعابير الفنيّة الرامية إلى مقاومة آفة الإرهاب بالفكرة النيّرة والعمل الإبداعي الجميل.
وفي تصريحٍ لـِ "الجمهورية"، نوّهَ الشيخ الزيتوني محمد الكامل سعادة بالمجهودات الإصلاحيّة التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينيّة حاليًا، مبديًا مباركتهُ ودعمهُ لهذا المسار المسلوك الذي وصفهُ بالصائب؛ على حدّ تعبيره.
وقال محدّثنا : "أتمنّى أن يتمّ إحداث قناة تلفزيونيّة تختصّ في الشأن الديني، تعتمدُ على أصحاب الكفاءَات من شيوخ الزيتونة المعتدلين، حتّى تُسهمَ مساهمةً فعّالة في نشر قيم الفضيلة ومكارمِ الأخلاق؛ وتوجِّهُ خطابهَا أساسًا إلى الفئة الشبابية".
ومن أهمّ الأنشطة التي تتضمّنها حملةُ الوزارة إلى غاية شهر مارس من سنة 2017 نذكرُ على وجهِ التخصيص :
*إرساء بوّابةٍ إلكترونيّة لنشر القيم الإسلامية الصحيحة بإعتماد وسائط مختلفة، وفقَ المنهج الزيتوني المعتدل.
*إرساء مركزِ نداء للإنصات والإجابة عن تساؤلات الشباب حول القضايا التي تهمّ الإسلام.
*تنظيم ندوة خلال شهر أفريل المقبل حول موقف الأديان السماويّة من الإرهاب بمشاركة أسقف تونس وكبير الأحبار.
*تكثيف الدروس بالجوامع والمساجد تحت إشراف الوعّاظ والأئمّة الخطباء والمدرّسين.
*تنظيم حملاتٍ تحسيسيّة دينيّة تجوب الولايات، يؤمّنها عددٌ من المشائخ والأساتذة الشبان بالتنسيق مع المجتمع المدني.
ماهر العوني
